28‏/05‏/2011

ما نريده لسورية والبلاد العربيّة والإسلاميّة - بقلم عصام العطار


بقلم عصام العطار
إنّنا عندما نرفُضُ الظلمَ والاستبدادَ والاستِعْبَادَ والفسادَ لا نرفضُهُ في سورية وحدَها ، وإنّما نرفضُهُ أيضاً في كلِّ بلدٍ عربيٍّ وإسلاميّ ، وفي كلِّ مكان آخرَ مِنَ العالم
وعندما نطلُبُ الحرّيةَ والكرامةَ والعدالةَ والمساواةَ وسائرَ حقوقِ الإنسانِ والشعبِ لا نطلُبُها لسوريةَ وحدَها ، وإنّما نطلبُها أيضاً لكلِّ بلدٍ عربيٍّ وإسلاميّ ، ولكلّ بلدٍ آخَرَ في العالم
إنّنا لا نُريدُ في سوريةَ ولا في غيرِها من البلادِ العربيّةِ والإسلاميّةِ انتقاماً من أحد ، ولا اسْتِئْثاراً دونَ أحداً ، وإنّما نريدُ أن تسترِدَّ شعوبُنا حرِّيَتها وكرامَتها وإرادتَها المسلوبَة ، وسائرَ حقوقِها العقيديّةِ والثقافيّةِ والفكريّةِ والسياسيّةِ والاجتماعيّةِ والاقتصاديّةِ ، وأن تستردَّ بذلك تماسُكَهَا ووحدتَها وقدرتَها في ميادينِ البناءِ والتقدّمِ ، وفي مواجهةِ تحدِّياتِ عالَمِها وعصرِها في حاضرِها ومستقبلِها ، ومواجهةِ ما يتَهَدَّدُ وجودَها كلَّه الآنَ من التفكُّكِ والتخلُّفِ والفسادِ والانهيارِ المستمرّ
إنّنا نريدُ ونطلُبُ وَحْدَةً وطنيةً حقيقيّةً صادقةً واعيةً فاعلةً في مختلفِ الميادينِ الداخليةِ والخارجيةِ ، فهذه الوحدةُ في كلِّ قطرٍ عربيّ وبينَ الأقطارِ العربيةِ جميعاً ، هي ضرورةُ وجودٍ ومصيرٍ فيزيائيّ ماديّ ، كما هي ضرورةُ وجودٍ عزيزٍ كريم ؛ ولكنّ هذه الوحدةَ الحقيقيةَ الضروريةَ الحيَويّةَ الواجبةَ -واسْمَعُوني جيّداً يا حكامَ سوريةَ ويا حُكَّامَ العرب- لا يمكنُ أن تكونَ أبداً بينَ سادةٍ وعبيد ، ظالمينَ ومظلومين ، مستكبرينَ ومُسْتَضْعَفين ، مُتْخَمينَ مُسْتَأْثِرينَ ومحرومينَ معذَّبين .. لا يمكنُ أبداً أن تكون ، لا يمكنُ أبداً أن تكون ، لا يمكن أن تكون
لا بدّ للوَحدة الحقيقية من حريةٍ وأحرار ، وتلاقٍ حُرٍّ بصيرٍ على الأهدافِ والمصالحِ المشتركةِ والنهجِ السديد .. ومن قدْرٍ مقبولٍ من الثقةِ والاحترامِ المتبادلِ والالتزامِ الخلُقيِّ في القولِ والعمل
يا حكّامَ سوريةَ ويا حكامَ العرب
إنّ مَطْلَبَ الحريّةِ والكرامةِ والعدلِ والمساواةِ والتغيّيرِ الجذريِّ الشامل الذي تهتفُ به القلوب والحناجرُ الآنَ ، ليسَ مطلبَ فَرْدٍ أو أفراد ، أو حِزبٍ أو أحزاب ، أو معارضةٍ أو مولاة ؛ ولكنه نداءُ الحقِّ والواجب ، نداءُ الأمةِ والبلاد ، نداءُ الماضي والحاضرِ والمستقبل ، ونداءُ الحياةِ نفسِها إنْ أردنا لأنفسِنا الحياة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق