30‏/05‏/2011

شباب الثورة لا تكونوا أول كافر بها - جمعة الشرّ والنصْبِ لا جمعة الشرف والغضب / د محمد عباس





بقلم د محمد عباس
mohamadab47@yahoo.com 
الحق أبلج والباطل لجلج..
ومحاولة إثبات  وجود علاقة بين الشمس والنور هباء منثور.
والدعوة التي تدعو إليها الجماعة الوطنية دعوة مزيفة فلا هي جماعة ولا هي وطنية..
إذ كيف تكون جماعة من تحتقر الجماعة الكبرى وتتعالى عليها..
وكيف تكون وطنية من تحتقر الدستور وليس لديها مانع من حرق الوطن كله كي تتجاهل رأي الأغلبية لتفرض رأيها.
ليست إذن جماعة ولا هي وطنية ولا هم شبان الثورة ولا هي جمعة غضب...
إنما هي دعوة الثورة المضادة والصعاليك للاستيلاء على ميراث الشهداء..
الثورة يخطط لها العظماء ويقوم بها الأبطال ويستولي عليها السفهاء  ويعيش عليها الأنذال.
ما يدعون إليه ليست جمعة الغضب.. إنما هي جمعة السفهاء والأنذال والطيبين المغفلين..
نعم.. ليست جمعة الشهداء.. بل جمعة انعدام الحياء.
جمعة الصعاليك وقد نصبوا سوقهم ليتاجروا فيه بدماء الشهداء.
***
تصورت أنه يجب أن تكون هناك جمعة يذهب فيها كل المرشحين لرئاسة الجمهورية  إلى ميدان التحرير ليعلنوا للناس أنهم قد انسحبوا من السباق على الرئاسة، لأنهم خجلون من أنفسهم، لأنهم جميعا قد صوتوا بـ:  "لا"  يوم 19 مارس. تصورت أنهم سيقفون جميعا ليقولوا أنهم  عجزوا عن استيعاب وجدان شعبهم وآماله وأنهم والحال ذاك لا يصلحون لقيادته.
تصورت أنهم سيعتذرون لأنهم أثبتوا أنهم لم يعيشوا مع هذا الشعب مأساته  وأن آمالهم ليست آماله ولا آلامهم آلامه ولا طريقهم طريقه.
تصورت أنهم سيشعرون بالعار والخزي. وأن من يريد الاستمرار منهم سيقرر الاقتراب من الشعب ليسمع وجيب قلبه لكي يكون رجع الصدى له.
لكنني فوجئت بهم جميعا أشد مكرا ونفاقا ولا يقلون  سوءا عن حسني مبارك.
جلهم –عليهم من الله ما يستحقون- يرون أن الشعب ليس ناضجا وأنه لا يستحق الديمقراطية بعد.. مشكلتهم ليس في الظلم والديكتاتورية.. بل في من يمارسها.. فإذا مارسوها هم فلا تثريب ولا اعتراض.
جلهم يريدون أن يكونوا أوصياء على الأمة..
جلهم يريد أن يكون مكان أحمد عز وجمال مبارك.
جلهم أرامل أمن الدولة.. جلهم يشكل  النخبة الفاجرة التي ربتها أمن الدولة ليجمعوا على أن الشعب القاصر.. الشعب غير الناضج قد أخطأ وأنهم –هؤلاء السفلة- سيصلحون ما وقع الشعب فيه من خطأ وسيرسمون له الطريق القويم الذي ينقذه من الهلاك. هلاكهم ونجاته.
من أجل هذا، وكأي نصاب بارت بضاعته فألصق عليها بطاقات أخرى وذهب يسوّقها في ميدان التحرير في يوم الجمعة.
ربما تكون جمعة الموساد أو السي آي إيه...
 ربما تكون جمعة حسني مبارك أو عمر سليمان أو أحمد عز.. أو جمعة خالد منتصر.. أو جمعة جابر عصفور..
ربما تكون جمعة الغيطاني أو يوسف القعيد أو تامر أمين.. أو مرتضى منصور.
ربما تكون جمعة شوبير أو عادل درويش (طابور خامس يكتب في الشرق الأوسط مدعيا أنه عربي مسلم ويهاجم الإسلام.. اكتشفت بقدر الله أنه لا عربي ولا هو مسلم.. وأمثاله كثيرون عندنا.. حتى ولو كانوا عربا ومسلمين) تقدمه الصحيفة كمفكر جهبذ. دافع عن مبارك وأسرته بأعجب دفاع يمكن أن يخطر على قلب بشر. كتب في صحيفة تعد من كبريات صحف العرب أن مبارك وابنه فقدا التواصل مع الشعب وعجزا عن التأثير فيه لأنهما كانا يلقيان خطبهما بالعربية في شعب لا يفهم إلا العامية حيث أن العلاقة بين العامية والعربية كالعلاقة بين الإنجليزية واللاتينية!!.
بمثل هذا المنطق الفاجر تتحدث النخبة المدنسة..
بمثل هذا المنطق الفاجر تنعقد المظاهرات الملعونة في جمعة يزعمون أنها جمعة الغضب وهي جمعة الخونة والمنافقين والجواسيس.
هذه جمعة عادل درويش..
هذه جمعة سكارى مقهى ريش بعد أن نقلوا مقر سكرهم خمسين مترا.. أتوا للعربدة لا للتظاهر..
هذه جمعة صعاليك لا ثوار.
وربما تكون جمعة جمال مبارك.. بل وربما تكون جمعة بيشوي أو شنودة..
لكنها أبدا ليست جمعة الثورة ولا جمعة الشهداء.. فرائحة كل ما يمت إلى الشهداء زكية وهذه رائحة القائمين بها والداعين لها نتنة.
تذكرون يا شباب الثورة كيف تابعتكم لحظة بلحظة وخفقة قلب بخفقة قلب وقطرة دم بقطرة دم  أثناء جمعة الغضب الحقيقية.
لكن هذه الجمعة ليست كذلك..
إنما هي جمعة الردة.
إنما هي  جمعة بلاطجة حمقى يضمرون غير ما يظهرون ويدعون أنهم يريدون المحافظة على الثورة بينما هم  السفهاء الذين يريدون الاستيلاء عليها..
بلاطجة تربوا على الأنانية والاستهانة بالآخر بل وعلى ازدرائه.. ولهذا فهم يزدرون أكثر من 77% من الأمة بمنتهى الصفاقة والخسة. تعالٍ لا مبرر له على أغلبية المجتمع،  نفس هذا الشعور بكراهية المجموع يحمله البلاطجة والنشالون واللصوص وأطفال الشوارع..  وتأكدوا يا شبابنا.. أنهم إذا ازدروا رأي الأمة اليوم فسوف ينكلون بكم بعد أن ينالوا مأربهم منكم..
بلاطجة لا يهمهم أن تنجح الثورة بل يقتلهم أن تنجح.. وسيفعلون المستحيل لإثارة الفوضى كي يرغموا الجيش على البقاء في الحكم  كي يكونوا هم حاشيته..
تذكروا قولي.. سيحاولون المستحيل لإثارة الفوضى.. ولو بإطلاق الرصاص على بعضهم البعض أو حتى على الجيش نفسه..
لقد نشبت الحرب العالمية الأولى بسبب رصاصة أطلقت في الزحام.
فهل تأمنون أن يطلق هذه الرصاصة خائن؟.
إنني نحذرهم المرة تلو المرة..لكن ما نحذرهم منه هو بالضبط ما يسعون إليه.
بلطجة من لا يهمهم إجابة السؤال حين تسألهم:
-    في جمعة الغضب دمرتم الشرطة تدميرا.. وتدخل الجيش وحماكم.. فهل تريدون أن تحاربوا الجيش؟ هل تريدون التصدي له ومواجهته؟ فمن يحميكم..
-    الشرطة كانت ضرسنا المؤلم. ضرسنا الذي أوجعنا كثيرا، صبرنا عليه طويلا حتى انتشر فيه السوس والعفن وراح يبخ السم في دمنا فلم يكن ثمة مناص من خلعه، خلعناه بقدر ما نستطيع، كنا نود أن نستأصل كل جذوره لكننا لم نستطع فبقيت بؤرا تنشر الفتن وتنثر السم. لكننا على أي حال تخلصنا من الضرس نفسه.
الجيش ليس ضرسا يوجعنا يمكن لنا أن نخلعه.  الجيش عيننا، والإنسان –العاقل- حينما تؤلمه عينه لا يخلعها، بل يعالجها.
الجيش قلبنا  والإنسان لا ينزع قلبه إن أوجعه..
 أعلم أن الغالبية العظمى منكم ستندهش لحديثي ذاك. ستفغر أفواهها بدهشة وهي تتساءل: لكننا لا نريد بالجيش سوءا..
حسنا.
أنا أصدقكم.
والله أصدقكم..
لكنكم لهف قلبي عليكم لا تدركون أن هؤلاء الزعماء الذين يقودونكم ويحرضونكم إنما يحملون داخلهم قلوبا كقلب القذافي ومبارك وعلى عبدالله صالح والأسد والجمل والكلب! أنتم بالنسبة لهم لستم سوى وقود  يقذفون به إلى النار كي يصلوا إلى اغراضهم. تماما كما يفعل الطواغيت بالجنود،  ليتكم تكشفون عن أرصدتهم في البنوك وممتلكاتهم. سوف تكتشفون الحقيقة على الفور. كنت أناقش المرحوم الأستاذ الدكتور عبد العزيز حمودة في هذا الأمر، فأكده لي، قال لي: انظر إلي وإلى سيارتي القديمة المتواضعة ورقة حالي، زميلي " فلان" له جسد بغل وعقل عصفور، دعك من مخصصاته في الجامعة، لكن المال الحرام الذي يتقاضاه من وزارة الثقافة فقط 22000 جنيه شهريا. يملك قصرا بالقرب من قصر هيكل. اسألوا عن مخصصات الغيطاني مثلا ( أستميحكم عذرا لو حدث خطأ غير مقصود في اسم: الغيطاني، فكلما كتبته اعترض عليه مدقق جوجل الإملائي في الكمبيوتر، واقترح اسما آخر هو: "الشيطاني"!!) أو يوسف القعيد أو رفعت السعيد  أو... أو...  سوف يندهش بعضكم متسائلا: لكنهم كانوا يمثلون دور المعارضة، وأنا أجيبكم. لقد كانوا أشبه بالطفيليات، بدودة البلهارسيا أو الإسكارس أو الإنكلسوما، إنها تتغذي على بعض طعام سيدها، وهي ضده، لكنها لا حياة لها بدونه. نخبتنا المثقفة كذلك.. فاحذروا..
هل قيض لأحد منكم أن يرى دودة إسكارس لحظة خروجها؟ إذن لعرف حركات التشنج المسعورة التي تنتابها  إذ تدرك أنها فقدت العائل الذي تقتات عليه وأنها إن لم تجد حلا فوريا تموت. هكذا تفعل نخبتنا بعد أن فقدت عائلها الذي كانت تقتات عليه إذ تدرك أن الأمور إذا ما أوكلت إلى الشعب فقد هلكوا.
-         ليست جمعة الغضب إذن.. بل جمعة الطفيليات.. جمعة الإسكارس!.
-         أما أنتم يا شبابنا المسكين فلستم سوى الوقود الذي يدفعون به إلى النار.
-         سيدفعونكم للخطوة الأولى..
-         ستبدءون.. لكن.. هل تعلمون كيف تنتهون؟.
-    لكنهم لا يفكرون في سلامتكم ولا في كيف تنتهون.. تقول لهم شياطينهم أو يقولون لشياطينهم: لو أننا استسلمنا لاختيار الشعب واحترمنا الأغلبية الكاسحة في الاستفتاء وواصلنا الطريق إلى صناديق الانتخاب فسوف نضيع إلى الأبد. لذلك علينا أن نفعل المستحيل. ولو دمرنا البلاد كلها.
-    تقول لهم شياطينهم أو يقولون لشياطينهم : نحن لا تهمنا ديمقراطية ولا استفتاء ولا أغلبية. هذا شعب جاهل متخلف  لا يعتد برأيه. هذا شعب لا يقاد إلا بالسوط وليس معقولا أن يساوي صوت المواطن الجاهل صوتي. نحن النخبة. صوت الواحد منا يجب أن يحسب بألف صوت من أصواتهم  نحن الذين سنحكم. ولتعد مجالس الشعب والشورى لتكون  مجرد ديكور. نحن العقل وهم العضلات. ثم أن لدينا عشرات الآلاف من الشباب المتحمس المتوهج الأعمى. سوف نثير حميتهم ونشعل حماسهم. سوف يتلقون الرصاص في قلوبهم ويموتون، لا يهم، سنكتب فيهم أجمل قصائد الرثاء، لكن المهم: هو ألا نموت معهم!. وسوف نستفيد من استشهادهم فائدة عظمى عندما نبتز الجيش..
-    تقول لهم شياطينهم أو يقولون لشياطينهم: نحن الأذكى ومن حقنا أن "نظبّط البلد" قبل أن يفسدها علينا هؤلاء الرعاع: هذه الجملة بالذات قالها داعر حرص على نشر أشد أنواع الفاحشة والشذوذ بشاعة بين الناس، وهو الذي يريد أن "يظبّط  مصر كي تكون ماخورا أو بيت دعارة. هذه هي البيئة التي تعود عليها. داعر ملأ الشبكة العنكبوتية بإعلانات عن طلب فتيات للتمثيل لكن بعض من ذهبن اكتشفن أنهن مطلوبات لشبكة من الرقيق الأبيض! هذا هو الفاجر الذي يريد أن يظبط البلد على مقاسه وعلى مقاس داعراته.
-    أسألكم يا شبابنا: ألم تلاحظوا مئات ملايين الدولارات التي تعلن أمريكا جهارا نهارا أنها خصصتها للإعلام والمنظمات المدنية في مصر. هذا هو الذي يُعلن عنه، فكم عدد ما لا يعلن عنه. هذا رصيد العلن فكم رصيد السر.
-         أسألكم يا شبابنا: ألم تلاحظوا الملايين التي ينفقها واحد كممدوح حمزة أو ساويرس؟!
-         ألم تسألوا أنفسكم: من أين ؟ ولمصلحة من؟ ولماذا؟.
-         ألم تسألوا أنفسكم: هل نسيتنا الموساد والسي آي إيه ومخابرات الشرق والغرب؟
-         من أين بالضبط تتسلل أصابع المخابرات الأجنبية إلينا.
-         من خلال من؟
-    مَنْ مِنْ الأصوات العالية جدا التي تتشدق الآن وتصرخ بالوطنية هم في الواقع عملاء مباشرون للموساد والسي آي إيه.
-         ما هو المخطط الذي يضعونه  ومن الذي ينفذه لهم في الداخل؟.
-         ألم تسألوا أنفسكم كيف سيقدم عملاء الموساد والسي آي إيه أنفسهم إليكم؟
-    هل سيدعوكم الواحد منهم في فنادق النجوم الخمس ليقول لكم: أنا رسول الموساد إليكم؟. أم أنه سيستخفي ويزايد عليكم. يتحدثون إليكم بألسنتكم وقلوبهم قلوب ذئاب.
-         ألم تعرفوا بعد أن أعلى الأصوات في المعارضة كانوا عملاء لجهاز مباحث أمن الدولة؟.
-    هل لديكم أي شك في أن هناك اختراقات هائلة من السي آي إيه والموساد للثورة.. وأن أنصار أمريكا وإسرائيل في النخبة أضعاف أنصار مصر. هناك خيانة.. فهل تشكّون في ذلك؟ هل يشك في ذلك عاقل..
تذكرون منذ أسابيع عندما طلب متحدث عسكري أن نثق فيهم.. ورغم حبي وثقتي للجيش إلا أنني رددت عليه بأنه يطلب منا طلبا لم يطلبه منا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين طلبوا منا أن نقومهم بسيوفنا إذا ما عصوا الله.
ورغم ثقتي في الجيش عموما وفي المجلس الأعلى على وجه الخصوص فإنني لا آمن ماذا يمكن أن يحدث.. ألم يحذرنا عمر سليمان من احتمال انقلاب عسكري. وذلك يا شباب الثورة بالضبط ما يهدف إليه زعماؤكم.. انقلاب عسكري يأتي بمبارك آخر وبلصوص آخرين وبديدان إسكارس أخرى.
لا تصدقوهم عندما يقولون إنهم يريدون تأجيل الانتخابات شهورا أم عاما.. إنهم يريدون تأجيلها إلى الأبد. بل يريدون إلغاءها. لا يريدون أن يحتكموا إليها أبدا. ستون عاما وهم مسيطرون على ماخور الإعلام بينما الإسلاميون في السجون يعانون أقصى درجات القهر والتنكيل، ثم يطلبون مزيدا من الوقت. آه يا رعاع يا سفلة. . : هل هناك حزب يستطيع أن يؤسس وجودا في عام أو بعض عام؟ إنهم بائسون جدا ومضحكون جدا.. ومعظمهم يجب أن يبحث عن دار لتأهيل العجزة أو مستشفى أمراض نفسية لعلاجهم من الهلاوس وأحلام اليقظة وجنون العظمة..
-    الدكتور أبو الغار عجز عن تدبير خمسة آلاف توكيل لإشهار الحزب.. جمع 1200 فقط.. قرر ساويرس أن  يساعده.. يساعده على إنشاء حزب ينافسه شخصيا.. ساويرس نفسه يقدم الرشاوى تحت اسم الهدايا لمن يحرر له توكيلا.؟. خطوط تليفون مجانية.. ممدوح حمزة ينفق الملايين.. تعود هؤلاء الناس على تنفيذ مشاريعهم بشراء الناس.. كان ممدوح حمزة- وهو شخصية فكاهية من الطراز الرفيع رغم عصبيته الشديدة. كان يتحدث في انفعال شديد عن نجاح مؤتمره.. وفي خضم انفعاله عنّ له أن يجري اتصالا هاتفيا. بحث عن هاتفه المحمول ليكتشف أنه سرق. العشرات ينفقون مئات الملايين لإهدار نتائج استفتاء 19 مارس.
أوجه السؤال إلى مخابرات جيشنا العظيم:
-         هذه مئات الملايين: هل هي أموالهم؟ أم أموال مخابرات.. أجنبية؟
-         ذلك سؤال مهم أرجو الإجابة عليه
-         ***
-         إنهم يدركون أنهم قد أحيط بهم..
جاءك الموت يا أيها المدمن للفضائيات المتنائي عن الشعب.. جاءك الموت.. فالفضائيات تملأ الأثير بضجيجها وبصوتها لكنها في صندوق الانتخاب ليس لها صوت!.
-         ليست جمعة أبنائك يا مصر إذن بل جمعة أعدائك.
-    جمعة الجواسيس والخونة. يقولون أن 6 أبريل سيكون مسئولا عن الأمن.. فماذا لو كان 6 أبريل مخترقا.. لقد أثيرت شائعات كثيرة حول اختراق 6 أبريل بالذات. لكنهم  وقد يطلقون علينا الرصاص إذا ما حذرناهم من اختراقات بين صفوفهم..
كلهم يبكي فمن سرق المصحف، قالها شيخ كان يلقي في المسجد موعظة أبكت الناس جميعا لكنه لاحظ أن أحد الناس قد سرق مصحفه فصاح فيهم: كلكم يبكي فمن سرق المصحف.
الاختراق موجود والخيانة موجودة والجواسيس موجودون والعملاء يتآمرون لكنهم يتصرفون كأي داعرة.. ما أن توشك على كشفها تبادر هي بالصراخ والإهانة حتى تملأ الدنيا حولك وتفضحك بين الناس
الاختراق موجود والجواسيس موجودون..ولكن.. أين جسم هذه الخيانة وأين صوتها..
أنا أقول لكم:
ستجدونه غدا وستسمعونه في ميدان التحرير. راقبوا.. واحفظوا الأسماء جيدا.. فمن ترونهم غدا هم أعداؤكم.
(ملحوظة: أنا متوجس جدا من سفر البابا ومن إنكار ساويرس تأييده للثورة التي يمولها: انظروا إلى الخبث الأسود.. الخبث الذي شارك في جريمة الجزائر كي يتهرب من ضرائب شركاته هناك.. الخبث الأسود الذي جعله يرفض مظاهرة الغد لكن حزبه-يا عيني عليه- يرفض قراره – وهو رئيسه- فيكون هناك قراران: قرار من رئيس الحزب بالامتناع وقرار من الحزب بالمشاركة!).
أنا متوجس .. وأشك...
ولا أزيد..
تذكروا يا شباب الثورة: من سيخرجون غدا لا يطالبون بالدستور.. ولا بالمجلس الرئاسي.. هذا الطلب مجرد حيلة ومكر السيئ . إنهم ينشدون الفوضى، فما أشبه النخبة التي تحاول سرقة الثورة منهم  بأمناء الشرطة الذين تمردوا فحرقوا وزارتهم ولو ترك لهم العنان لحرقوا الوطن لأن القضاء على الفساد يعني القضاء على مكاسبهم الحرام..
النخبة كأمناء الشرطة.. مستعدة لحرق الوطن كله مقابل عدم الوصول إلى صندوق الانتخاب.. كأمين المخزن اللص الذي يحرق مخازنه كلها كي يتجنب محنة اكتشاف لصوصيته وأكاذيبه. نخبتنا المثقفة.. لصوص الثورة مستعدون لحرق الوطن كله كي لا يتعرضوا لمحنة صندوق انتخاب يفضح أكاذيبهم وعجزهم.
هذه النخبة التي تزدري إجماع الأمة يجب أن تحاكم.. ليس بسبب ازدراء الأمة فقط بل بتهمة الخروج على الدستور وإشاعة الفوضى.
هؤلاء البلاطجة سيتحرشون بالجيش كي يشعلوها نارا..
هل تتصورون أن بعض هؤلاء المجانين بل الخونة يريدون إذلال الجيش .
لقد طالب البعض  ممن يزعمون أنهم شباب الثورة وليسوا سوى بلاطجة صعاليك، بانتخاب قادة الفرق والكتائب في الجيش المصري كدليل على الديمقراطية، وهو أمر لم يحدث في أي جيش في العالم من السوفيتي إلى الأمريكي ومن البوروندى إلى الصومالي؟ وهى دعوة هدفها تفكيك العمود الأخير الباقي في الدولة المصرية التي خرّبها مبارك. اعرفوا هذا المجرم الخائن الذي طلب ذلك فهو طابور خامس.
هل تتصورون أن يأتي صعلوك منهم ليتحدث بمنتهى الفجاجة وقلة الأدب ليقول:
-         أنا لا أوافق على كذا وكذا..
-         أو:
-         - أنا مصر على البداية بالدستور..
-         أو:
-         لا بد من الانتخابات الرئاسية أولا..
مصرّ .. ولا توافق؟ من أنت يا صعلوك؟ من أنت يا بلطجي؟ ما هي قيمتك؟ ما هو وزنك حتى ترفض استفتاء وافق عليه 77% من الشعب. أيها السفيه: أكبر زعمائك وأكثرهم غطرسة وغرورا عجز عن جمع ربع العدد المطلوب لإنشاء حزب.. عجز عن جمع 1200.. فكيف يتحدى 14 مليونا.. يا سفيه!
يا سفهاء: أنتم ترفضون الانتخابات في سبتمبر بسبب خوفكم من الانفلات الأمني.. فهل من المنطقي يا منافقين يا سفهاء أن ترفضوا الانتخابات بعد ثلاثة شهور-يتوقع أن يتحسن خلالها الأمن- لتقوموا بالمظاهرات غدا..
يا سفلة: أيها أشد خطورة: الانتخاب أو المظاهرات؟!
***
والحقيقة أنني عاتب على الجيش وعلى الدكتور عصام شرف.. لقد أعطى هؤلاء الصعاليك وزنا وقيمة.. ولا أطلب بإهانة أحد حتى لو كان بلطجيا، لكن بدلا من أن يقابل هذا الصعلوك وزير أو لواء كان الأولى أن يقابله ضابط من بوليس الآداب يعرض عليه فضائحه ومخازيه.
***
لكنني عاتب على بعض أبنائي من ثوار 25 يناير أنهم لم يميزوا الخبيث من الطيب.. الدنس من الطاهر.. أبناء الثورة من السفهاء.
ألم تشكّوا أن دعوة مظاهرة جمعة الغضب الثانية ليست في صالح الوطن ولا في صالحكم، وأنها قد تكون في صالح مبارك نفسه. ألم تشكوا في أن الضوضاء الهائلة حول محاكمة مبارك قد يكون المقصود بها التغطية على تدخلات المخابرات الأجنبية والتغطية على خطوات سرقة الثورة. من أسباب المظاهرة ما ذكر عن الغضب بسبب ما نشر عن  احتمال العفو عن مبارك، واشتعلت النار والغضب، لكن، ألم يلاحظ أحد منكم أن مصدر الخبر كان محمد حسنين هيكل؟ وهو واحد من رؤوس الثورة المضادة، وهو الذي يضع نفسه فوق الأمة، فيهدر الاستفتاء ويضع للأمة خارطة طريق مضحكة دونما خجل ولا تأنيب ضمير، إنها يطالب بتكرار كابوس عبد الناصر، يطالب المشير طنطاوي بأن يكون رئيسا للجمهورية لثلاثة أعوام وأن يبدأ فورا بإعداد الدستور.
العبقري المذهل.. الأسطورة محمد حسنين هيكل نزل إلى ساحة المعركة بعد أن عجز صبيانه عن المواجهة.. ولقد وضع هيكل  خطة جديدة وجدولا زمنيا جديدا يلقي في سلة القمامة برأي 77% من الرعاع الذين يشكلون أمة سيادته الكافرة به والتي لم تستنزل وحيه حتى ترى طريقها.
-         الجدول الزمني لهيكل كامل شامل وعبقري فيما عدا ثلاثة أمور، والعتب على أرذل العمر..
-    الأمر الأول: من الذي سيقوم بمحاولة اغتيال المشير محمد حسين طنطاوي؟! وهل يتم ذلك في المنشية أيضا؟ أم في ميدان التحرير؟ وما العمل في أن المشير لا يحب الظهور وأنه  لا يعاني هستيريا الاستعراض كهيكل نفسه وكجمال عبد الناصر.
الأمر الثاني: الجدول الزمني كامل وبديع وشامل ، لكنه أغفل متى ستحدث النكسة؟ ولم يكن هذا يليق بالكاتب الكبير.
-    الأمر الثالث : من الذي سيكتب خطاب النكسة بطريقة تحرض الجماهير على الخروج لمطالبة المشير بألا يتنحى؟!
-         ثم..
-    ثم أن الكاتب الكبير لم يتطرق بعد إلى ما حدث لدستور 54 الذي انتظروه لعامين؟ وهل طبقوه أم طبخوا دستورا غيره..
ولم يخبرنا أيضا-رغم استعداد الملايين لتكذيب أنفسهم، والتاريخ، وتصديق فخامته، لم يخبرنا: هل سلم البكباشي جمال عبد الناصر الحكم بعد عامين للشعب أم استولى عليه لنفسه. تصوروا: لو أن الجيش سلم الحكم للمدنيين عام 52: هل كان هيكل سيصل إلى ما وصل إليه..
تذكروا كم كان حجم هيكل مقارنة بأحمد أبو الفتح عام 52.. ثم ما صارت الأمور إليه...
لقد عجلت بنشر هذه المقدمة القصيرة بعد أن أهمل هيكل في موسوعته في الأهرام: ثلاث صفحات في كل عدد.. وهو أمر لم يسبق حتى لهيكل نفسه.. فلعله يتدارك ويخبرنا بالإجابة عن أسئلة لا يليق به تجاهلها: من سيغتال  ومتى النكسة ومن يكتب خطابها؟.
سوف أكتب بعد ذلك عن ألاعيب هيكل وعن الصفعة الهائلة التي تلقاها من النيابة عن حديثه حول ثروة مبارك.
انهار هيكل كجبل من قش عندما ووجه بحسم وطولب بالدليل عما يقول ويزعم.
وليت الجيش يعامل الباقين من النخبة بنفس الصرامة والحسم.. وبدون أي إهانة..
أن يحاسبهم على الكذب.. أن يطالبهم بتقديم الدليل على أقوالهم.
لا نريد إلا هذا..
لكننا بعد كشف الكذب والاختلاق لا نريد حتى العقاب.. نريد فقط إبعادهم كي لا يكونوا بؤرة عفنة تشوه وعي الناس..
هل كان من المنطقي عودة سيد علي إلى المحور بعد فضيحته وإساءته لثورة 25 يناير.
طالبوهم بالدليل على ما يقولون..
سيهربون جميعا إلى الجحور.
وتطير كل أكاذيبهم كهباء منثور.!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق