05‏/06‏/2011

كلمة الشيخ راشد الغنوشي للاسلاميين في تونس





إن الظروف الحالية غير الظروف بداية التسعينات التي كانت بداية تدشين انتصار الرأسمالية المطلق بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وبداية الهجمة الشرسة على الإسلام تحت ذريعة الحرب على الأصولية، كان انهيار العراق، وانهيار التجربة في الجزائر، وضرب النهضة في تونس، وإرداة فرض الحل السلمي في فلسطين،
كل هذا من الماضي الآن، فالرأسمالية تعيش أزمة حادة والحركة الإسلامية في صعود، وهناك أوضاع دولية جديدة كانت عاملا من عوامل نجاح الثورات العربية، وما كانت لهذه الثورات لتنجح لو كانت الرأسمالية في حالة عافية وفي حال انتصار. العالم يستشرف مع الثورات العربية الكبرى وانحسار المد الراسمالي وصعود الاسلام طورا جديدا ،فما ينبغي التورط في مغالطة القياس مع وجود الفارق.

على الحركة الاسلامية أن تغادر مواقع الحذر والانكماش مما ورثته من عهود القمع المديدة المؤلمة وأن تفتح أعينها على العالم الجديد وأن تنخرط في أمواج شباب الثورة وتمضي معه بدل أن تعيقه بهواجسها. عليها أن لا تشارك بأي وجه في تزييف إرادة الشعب ولو بتحجيم نفسها عمدا فذلك شكل آخر من صور التزييف. كل حزب في العالم يخوض معاركه الانتخابية بقصد تحقيق أعلى مستويات النجاح إلا الحركة الاسلامية العربية فتبدو - بأثر الماضي الأليم- مرتعبة من النجاح ، تحجّم نفسها وتصّاغر. أمر مؤسف. ليترك الشيوخ المنهكون مواقعهم للشباب يمضون بالثورات الى منتهاها بلا زيف ولا تصاغر في ضرب من قتل النفس .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق