14‏/06‏/2011

درس تركي للاتحاد الأوروبي




آخر تحديث:الثلاثاء ,14/06/2011
من حق رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن يتباهى بانتصاره التاريخي الثالث المدوي الذي وضع بلاده على طريق الديمقراطية الصحيح، وفتح أمامها آفاق نهضة عصرية غير مسبوقة على طريق التنمية وتخفيض معدلات البطالة ووضعها في المرتبة 17 دولياً بين الدول المتقدمة اقتصادياً .

كذلك من حقه أن يتباهى بأنه طوى وإلى غير رجعة صفحة الانقلابات العسكرية، ووضع حداً لقبضة الجنرالات على الحياة السياسية، وهيمنة التطرف العلماني على مؤسستي القضاء والتعليم .

اردوغان وإن لم يطرح في حملته الانتخابية مسألة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، إلا أن نتيجة الانتخابات كانت نموذجاً للخيار الديمقراطي الذي قدمه لأوروبا تحديداً وللعالم كمنهج يقتدي به حزب العدالة والتنمية فكراً وعملاً، ويقدم تركيا كدولة تستحق أن تكون جسراً بين أوروبا والعالم الإسلامي، ويدحض كل الحجج والذرائع الواهية التي تطلقها بعض الدول الأوروبية وخصوصاً فرنسا ساركوزي لإعاقة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي .

إن هذه الذرائع والحجج التي تثير زوابع من المخاوف بشأن الانتماء الإسلامي لحزب العدالة والتنمية، هي أقرب إلى الأفكار العنصرية والشوفينية التي تثير الكراهية ضد الآخر، وتتماهى مع دعوات اليمين الغربي المحافظ الذي فجر مقولة صراع الحضارات والثقافات والأديان .

أثبتت تركيا في طل حزب العدالة والتنمية أنها أكثر ديمقراطية من دول أوروبية أعضاء في الاتحاد الأوروبي، وأثبت أردوغان أنه أكثر ديمقراطية من ساركوزي وغيره من بعض زعماء أوروبا .

تركيا تقطع مشوارها نحو الديمقراطية والحرية بخطى ثابتة ووفق الخط الذي آمن به حزب العدالة والتنمية، لكن يبدو أن المعايير الديمقراطية الأوروبية للانضمام إلى الاتحاد تعاني نفسها من ازدواجية في المعايير استناداً إلى الدين والثقافة والقومية، فما ينطبق على الدول الأوروبية لا ينطبق على تركيا بحيث يصح القول بأنه غير مسموح لتركيا المسلمة أن تدخل النادي الأوروبي المسيحي .

* جريدة الخليج الاماراتيه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق