15‏/06‏/2011

شباك الثورة تصطاد ثعابين التجسس




آخر تحديث:الأربعاء ,15/06/2011
القاهرة - “الخليج”:


لا تزال واقعة القبض على ضابط الموساد “الإسرائيلي” المتهم بالتجسس “إيلان جرابيل” تلقي بظلالها على المشهد المصري، بما عكسه من يقظة للمؤسسة الأمنية، فضلاً عما جسده تتبعها لهذا الجاسوس وغيره من الحرص على تأمين الوطن وسلامة أراضيه من أية محاولات للاختراق، أو إثارة للفتن بداخله، على نحو ما كان يسعى جاسوس الموساد .

هذه اليقظة أكدت أن جهاز المخابرات العامة في مصر لا يمكن بحال أن تشغله انفلاتات أمنية بالداخل عن مهمته الأساسية، وهي تأكيد الأمن القومي للبلاد، وتحصينه من أية محاولة للاختراق، وأنه على الرغم من دخول ضابط الموساد لمصر أثناء قيام ثورة 25 يناير، وما صاحبها من انفلات أمني بانسحاب الشرطة من الشوارع مساء يوم 28 يناير/ كانون الثاني الماضي، إلا أن جهاز المخابرات العامة عكس بتتبعه لهذا الجاسوس منذ اللحظات الأولى لدخوله البلاد أنه على وعي كامل، وتأمين شامل للجبهة الداخلية من أية محاولات للتجسس، مهما كانت اضطرابات الداخل، وفق تعامله مع هذه الواقعة وغيرها بدرجات عالية من الاحترافية والكفاءة المهنية .

المهمة القومية التي حملها على كتفه هذا الجهاز لحماية الأمن القومي لمصر من أية محاولة للاختراق، دعمها ثوار 25 يناير، والذين أدركوا منذ الوهلة الأولى لتحركات ونشاط ضابط المخابرات “الإسرائيلي” سعيه لمحاولات إثارة الفتنة بين المصريين من ناحية، وتزكيته لما يعرف ب”الثورة المضادة” لإجهاض ثورة 25 يناير، من ناحية أخرى .

ولذلك، فإن كفاءة الجهاز القومي عمقها ثوار 25 يناير، والذين أسهموا في التعرف على المتهم، خاصة أن تصرفاته كانت تعكس افتعال شعاراته، فضلا عن أن اللافتات التي كان يرفعها، كانوا يرونها لا تلامس عفوية الشعارات التي كان يرفعها الثوار في ميدان التحرير، علاوة على أن وجوده الدائم بمناطق إثارة الشحن العاطفي بين المصريين، كانت كاشفة لريبة تحركاته، على الرغم من كونه كان يستشعر بسببها أنه في مأمن عن عيون أجهزة المخابرات العامة .

إلا أن العيون المصرية استطاعت أن تجهض المحاولات التي كان يسعى إليها هذا الجاسوس، لتؤكد تفوقها وكفاءتها النوعية . إذ إنه بحسب الخبير الأمني اللواء سامح سيف اليزل، مدير مركز الجمهورية للدراسات والأبحاث الأمنية، لم يكن بوسع أي جهاز أمني عالمي، بما فيه المخابرات الأمريكية أن يوقع بخمس شبكات تجسس في خلال أربعة أشهر، وفق ما نجحت فيه أجهزة المخابرات المصرية من اصطياد هذه الشبكات خلال هذه المدة الوجيزة .

واللافت في هذه الشبكات أن أربعا منها هي شبكات تجسس “إسرائيلية”، بينما وصفت الخامسة بأنها كانت لصالح إيران، واتهم فيها دبلوماسي إيراني، أخلي سبيله فيما بعد، على شريطة مغادرة البلاد، وهو ما حصل بالفعل . غير أن ما يعكس تعدد الشبكات “الإسرائيلية” خلال هذه المدة الوجيزة محاولات الدولة العبرية لإجهاض الثورة المصرية، بعدما افتقدت كنزها الاستراتيجي، على نحو ما تحسرت به تصريحات قادتها على سقوط نظام حسني مبارك السابق .

والبارز أيضا أنه في واقعة القبض على ضابط الموساد، أنها المحاولة الأولى لجهاز المخابرات “الإسرائيلي” منذ 50 عاماً، للدفع بأحد ضباطه على هذا المستوى للتجسس على مصر . ما يؤشر إلى أن هدف التجسس أصبح عقيدة للكيان بشأن إجهاض ثورة 25 يناير، بعدما لاحظ أن كل شبكاته التي دفع بها إلى القاهرة خلال الأشهر الأربعة الأخيرة قد فشلت، وأنها كانت صيداً ثميناً وسهلاً في الوقت نفسه لشباك الثوار، وجهازهم القومي .

غير أن الكيان حرص على أن يواري سوأته التي تم كشفها بالقبض على ضابط موساده بمزاعم رددتها صحيفة “معاريف” أخيراً بأن القبض على ضابطه “لغز يجب على القاهرة توضيحه بأسرع وقت” .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق