27‏/11‏/2011

نجاح الانتخابات مسئولية شعب






27/11/2011 00:00 ص

محمد السروجي

بالفعل دقت صافرة السباق الديمقراطي الأول في حياة المصريين بعد ثورة 25 يناير ،  في ظل أجواء يغلب عليها وفرة التحديات وندرة الفرص ، تُطرح العديد من التساؤلات عن مدى نجاح التجربة الديمقراطية الحقيقية الأولى في حياة المصريين بعد ثورة 25 يناير ، على مستوى السلامة والأمن ، النزاهة والشفافية ، الخريطة السياسية لتشكيلة المجلس القادم ، الأدوار والمهام المتوقعة والمنشودة ، العائد الفعلي على حياة المصريين في تحول البرامج والسياسات والرؤى والاستراتيجيات من المربعات الفكرية والكلامية التي سئمها المصريون طوال العقود الماضية إلى خدمات حقيقية ملموسة في التعليم والصحة ومستوى المعيشة بما يليق بهذا الشعب الصابر الصامد وثورته الرائعة .

لماذا الانتخابات الآن؟!
سؤال مطروح لكنه خارج السياق لأننا بالفعل قد دخلنا الاستحقاق الانتخابي ومع ذلك فالانتخابات الآن وليس غداً ضرورة حتمية لاعتبارات منها :
** أنها الطريق الوحيد والآمن والممكن لنقل السلطة لحكومة مدنية منتخبة
** الخروج من بورصة المزايدات الوهمية ليتضح وبدقة من يمثل الشعب ومن عليه مراجعة نفسه لكسب ثقة وتفويض الشعب
** تمثل عملية الفرز الأولى لتشكيل الخريطة السياسية المصرية بعيداً عن آلية الحشد والتعبئة والزخم الإعلامي غير العلمي ولا المهني
تشكيل أول مؤسسة تشريعية بإرادة مصرية خالصة تمثل الشعب وتراقب الحكومة وتشرع لمصر الثورة لتكوين الدولة المصرية الديمقراطية المدنية المنشودة
تداعيات ومخاطر
تأخير الانتخابات أو تعطيلها لا يصب في المصلحة الوطنية ويتعارض مع مطالب الثورة لأنه:
-         يطيل من عمر الفترة الانتقالية وبالتالي يؤخر تسليم السلطة لحكومة مدنية وفي نفس الوقت يهدد أمن مصر القومي لانشغال المجلس العسكري بإدارة الحياة المدنية عن دوره الشرعي والوطني الوحيد في حماية حدود وأمن البلاد
-         يزيد من الارتباك والاشتباك والتوتر القائم والمتعمد ما يهدد أمن البلاد
-         يوجه المزيد من السهام للمجلس العسكري ما ينال من مكانته وهيبته
-         يؤثر بالسلب على الوضع الاقتصادي المتردي أصلاً
-         يمنح المزيد من الفرص لبقايا النظام أصحاب الملفات السوداء فضلاً عن تعطيل المحاكمات وضياع حقوق الشهداء والجرحى
مؤشرات النجاح
** الإشراف القضائي الكامل وهو مطلب شعبي طالما انتظرناه طويلاً
** زيادة عدد أيام التصويت لإتاحة الفرصة لكل المصريين
** تصويت المصريين بالخارج لأول مرة
** كثرة عدد المرشحين"خاصة من الشباب والمرأة"
** نسبة التصويت المتوقعة "75%"
** أول اختبار ديمقراطي غير معلوم النتائج سلفاً
** وعد المجلس العسكري بالحماية والتأمين والنزاهة ونحن نثق وبنسبة كبيرة في وعوده لاعتبارات كثيرة ترتبط بتاريخه وسمعته ومعدلات إنجازه
** الحماية الشعبية بارتفاع نسب التصويت والحماية المباشرة باستمرار التواجد لإرشاد الناخبين وحمايتهم خارج اللجان
مسئولية شعب
الانتخابات من أهم استحقاقات ثورة 25 يناير التي قام بها شعب بأكمله ، وبالتالي فنجاح هذا الاستحقاق فريضة شرعية ومسئولية وطنية للشعب بأكمله ، القضاة بتحقيق حلم المصريين بالنزاهة والشفافية ، والمرشحين بالتنافس الحضاري والتزام القانون ، والناخبين بكثافة التصويت ، والمراقبين بالحركة والعمل الدءوب ، والإعلاميين بالتغطية الصادقة والعمل المهني والأخلاقي ، وجهاز الأمن الشرطي والعسكري بحماية اللجان وتأمين الصناديق ،وبعد ذلك وقبله توفيق الله سبحانه الذي أمرنا بالعمل وعليه النتائج   
وأخيراً ....
نحن أمام فرصة تاريخية وغير مسبوقة وصلت إلينا بثمن غال – أرواح الشهداء ودماء الجرحى وآلام الثكلى – سبقنا إليها دول الجوار في تونس والمغرب ومن بعدهما مصر الكبيرة القديرة لتقديم قيمة مضافة جديدة لثورتنا الرائعة والملهمة ..... حفظك الله يا مصر الثورة والأمل ......
 كاتب مصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق