13‏/11‏/2011

"بلطجية أمريكا"



خطفُ حركات احتلوا وول ستريت

فاطمة شحادة - الجزيرة توك - أمريكا
في الوقت الذي كانت تعاني فيه أمريكا من اِرتفاع جرائم القتل والنصب عبر وسائل الاتصال الحديثة، كان شباب العرب يطورون من هذه الوسائل طُرقاً للقضاء على الديكتاتوريات العربية، فَـبعد أن قلد العرب الغربيين في اللغة والملبس والأفلام والبرامج التلفزونية تقليداً أعمى، جاء دور الغربيين في تقليد العرب والخروج بحركات احتجاجية واسعة مطالبين بالتغيير والعدالة الاجتماعية والمساواة.
حركات احتلوا "وول ستريت" التي خرجت على خجل في شارع المال الشهير وول ستريت وسط نيويورك في شهر سبتمر الماضي ما لبثت وخلال شهرين أن امتدت الى أكثر من 182 مدينة أمريكية في الولايات الحمراء والزرقاء (الجمهورية والديمقراطية) على حد سواء، مطالبة بإصلاح حال المتعثرين الأمريكيين بسبب الديون في البلاد إضافه للفاقدين وظائفيهم والخائفين على مستقبلهم ومستقبل أبنائهم في ظل وضع اقتصادي متردي، استلهمت الاحتجاجات سلميتها من الاحتجاجات العربية فاستخدم المحتجون الكاميرات سلاحاً لتصوير الاعتقالات وهدم خيم المعتصمين في الساحات التي تقوم به قوات محاربة الشغب الأمريكية والشرطه بشكل منظم.



Black Bloc
في مدينة أوكلاند القريبة من مدينة سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورينا، اِندس بين المتظاهرين الأسبوع الماضي ما يعرف بالكتلة السوداء وقاموا بمهاجمة المحلات التجارية وإشعال النيران والإعتداء على الممتلكات العامة ""Black Bloc.
ورأى البعض ان انتشار أصحاب الملابس السوداء خطف الاحتجاجات السلمية وكان نقطة سلبية بإمكانها تغيير مجرى الاحتجاجات، فيما اعتبرها البعض تكتيكاً لا يستحق الإدانة في ظل الاعتداءات التي يتعرض لها المتظاهرون من الشرطة الأمريكية.


"الكتل السوداء" وقناع "فوكس" الشهير من مستحضرات المحتجين في أمريكا، فهما مرتبطان تاريخياً بحركات الاحتجاج التي اندلعت في أوروبا قبل 400 سنة، وبالوقت الذي يلقى فيه قناع فوكس ترحيباً شعبياً، هناك من يرفض امتداد أصحاب الكتل السوداء؛ لأن ذلك يفتح الباب للعنف والقتل و يُغيّر من مسار الاحتجاجات السلمية ويعطي السلطات الفرصة لقمع المحتجين.

احتلوا وول ستريت بدلاً من فلسطين


"هذه ليست "اسرائيل"... هذه نيويورك، هنا حرية الكلمة والتعبيرهكذا يظهر أحد المتظاهرين في "وول ستريتصارخاً بوجه يهودي ضد الاحتجاجات في نيويورك، "احتلوا وول ستريت بدلاً من فلسطين"، "المعونة الأمريكية المقدمة الى اسرائيل تُنقذ مجاعة افريقياوشعارات أخرى رفعها المتحتجين ضد الدعم الأمريكي لـ "اسرائيل" والذي جُله من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، فبين تلك الشعارات المناوئة لليهود واقتحام القنصلية الإسرائيلية في بوسطن، شكى عدد من اليهود الاضطهاد التي تعرضوا له خلال الفتره السابقة من مواطنين أمريكيين، كما تناقلت بعض الصحف العبرية، وبذلك زادت النقمة العالمية على "اسرائيل" وشعبها المدلل، وعلى اللوبي الصهيوني المسيطر على مراكز السلطة والمال في الولايات المتحدة الأمريكية.

بداية لا يُعرف لها نهاية
بدأت الاحتجاجات في أمريكا كما غيرها من مدن الثورات العربية بداية معروفه ونهاية مجهولة، في ضل تجاهل وتعتيم إعلامي، فبين التشكيك بالاستمرارية وتحقيق الأهداف، وبين الخوف من تلاشي هذه الاحتجاجات وضمها تحت جناح الحزب الديمقراطي، يقف الكتاب والصحفيون الأمريكيون في حيرة مما يجري، فحركات "وول ستريت" ليس لها قادة الى الآن ولا متحدثين رسميين ولا مطالب معينة أو خططاً مرسومة وما يطالبون به ربما يحتاج سنوات لتنفيذه وظهور نتائجه، والبعض يرى أنهم أخطأوا عنوان الاحتجاج، فالمطلوب الاحتجاج على أبواب الحكومة الفيدرالية والبيت الابيض وليس في "وول ستريت".


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق