16‏/08‏/2011

سر ابتسامة العادلى ..




أستوقفنى فى جملة مشاهد جلسة محاكمة حبيب العادلى الأخيره تلك الابتسامه الصفراء التى كانت تلوح على ملامحه بين الحين والآخر . حاولت أن أتعمق فى المشهد برمته أكثر لعلى أجد تفسيرا سيكولوجيا  لتلك الابتسامه .ولكى أكون محايدا فى التعمق والتحليل حاولت أن أتقمص لحظيا شخصية حبيب العادلى المجرمه وأضع نفسى مكانه بالقفص فى تلك اللحظه ففهمت المنطلقات النفسيه لتلك الابتسامه الآثمه . العادلى كان يبتسم كلما زاد الهرج والفوضى من قبل محامى الشهداء والمدعين بالحق المدنى  ذلك السلوك المخزى لفئه مفترض أنهامفوضه لاسترداد حقوق الدماء النبيله التى أعادت لنا روح الانتماء وفسرت لنا المعنى الحقيقى للتضحيه .
لماذا لا يبتسم العادلى وهو يرى فى نفسه الاسد ملك الغابه الذى حبسته القرود فى القفص !! لماذا لا يبتسم ساخرا من القدر الذى أوضعه هذا الموضع ! أو ليس هو من سهر الليالى فى تحويل أعظم البلدان الى غابة مكتملة الاركان السيطره فيها والبقاء للأقوى الذى له الحق أن يأكل الضعيف كيفما يشاء ووقتما يشاء كل حسب سيطرته ونفوذه . أوليس هذا المحامى الذى جاء مطالبا باعدامه هو نفسه ذلك (القرد ) الذى كان يلعق حذاءه منذ شهور قليله متمنيا رضاه عارضا خدماته فى صورة تربيطات أو مؤامرات لدعمه فى منصبه ليمارس مزيدا من القتل وسفك الدماء !!
لقد صنع البلهاء القفص الصغير ليضعوه فيه وليستمتعوا بمشاهدته محبوسا فى قفصهم وهم من يحيون جميعا  حتى اللحظه داخل القفص الكبير الذى صنعه هو وزبانيته وقادته . لقد نجح العادلى ومجرميه فى تحويل مصر الى سجن كبير على مدار عقود ولك أن تتخيل  أخلاق وسلوكيات شعب ترعرع داخل ذلك السجن الكبير . وها هو جزء من تلك السلوكيات المزريه كادت أن تحول قاعة المحكمه الى سيرك قومى جديد .
من حق العادلى أن يبتسم وهو يرى آثار مكائده وجرائمه وخياناته بادية فى سلوكيات من يطالبون باحقاق واقامة العدل . ولماذا لا يبتسم ولقد نجح فيما فشل فيه المصلحون !!


محمود شعبان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق